ومن الحلول المقترحة لمواجهة مشكلات التغير المناخي تحويل أنظمة الطاقة من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة الأمواج، إلى تقليل الانبعاثات المسببة للتغير المناخي. وتتطلب مواجهة مشكلات التغير المناخي جهوداً كبيرة وعديدة ومتنوعة، منها زيادة الاهتمام بالتوعية البيئية والتربية البيئية، وزيادات المساحات الخضراء، وتقليل معدلات التلوث بمختلف أنواعه، والتزام الدول الصناعية بتقليل معدلات تلوث الهواء من مصانعها، وتقديم المساعدات المالية للدول النامية والمتخلفة وبخاصة الأكثر تضررا؛ حتى تتمكن من التكيف والتحرك نحو اقتصادات أكثر اخضرارًا.
والتوعية البيئية والتربية البيئية من الأمور المهمة والضرورية في بناء وتنمية الوعي البيئي والاتجاهات والسلوكيات البيئية السليمة لدى الإنسان وبخاصة من الصغر، حتى تتأصل لديه هذه المكونات وتصبح جزءا من وعيه وفهمه وثقافته وسلوكياته؛ بمعني أن مرحلة الطفولة هي البداية السليمة لتحقيق ذلك. ويجب التأكيد هنا أن مسئولية تحقيق ذلك مسئولية مشتركة تقع على كل من الأسرة ورياض الأطفال، ودور العبادة، والمدارس، والأندية. ولتنمية الوعي البيئي علينا أن نحقق ثلاثة عناصر رئيسية تلك التي تشكل هذا الوعي، وهي:
- الإدراك السليم للبيئة المحيطة بنا.
- المعرفة المناسبة بالبيئة المحيطة بنا.
- الوجدان أو العاطفة؛ أي الإحساس والشعور الإيجابي بالبيئة المحيطة بنا.
أيضا لتنمية الوعي البيئي فإننا نحتاج إلى تحقيق أربع خطوات وهي:
وفي ضوء ذلك لا بد من زيادة اهتمام مؤسسات التنشئة الاجتماعية السابق الإشارة إليها بأمور عديدة في هذا الشأن، منها تنمية الوعي البيئي لدي الأطفال بالتغيرات المناخية، حتى يتكون لديهم المعرفة والفهم الصحيح بها، وكيفية التعامل معها، وكيفية المشاركة في مواجهتها.
ومن أساليب تنمية الوعي البيئي لدى الأطفال الشرح المبسط والمناسب لعمر أو سن الطفل، وإقامة المعارض، وعرض الأفلام، وتنظيم الرحلات، وعرض القصص، ومجلات الحائط، والعروض المسرحية، والرسم، وتنظيم المعسكرات، على أن تدور تلك النشاطات حول موضوعات البيئة، وأنواع التلوث، وكيفية المحافظة على البيئة من التلوث، والتعريف بالتغيرات المناخية وأشكالها، وكيفية الحماية منها والتعامل معها.
وهنا توضيح لكيفية قيام المعسكرات بدور متميز في تنمية الوعي البيئي لدى الأطفال بالتغيرات المناخية:
في البداية يُقصد بالمعسكر أنه فرصة تربوية اجتماعية تتخذ من الطبيعة مدرستها والجماعة أسلوبها للحياة في مجتمع متعاون. أيضاً المعسكر هو خبرة في الخلاء لممارسة حياة الجماعة في بيئة طبيعية ولمدة معينة وتحت إشراف ريادة مؤهلة، وتتوافر فيها خبرة تربوية تتسم بالابتكارية والإبداعية لحياة الجماعة؛ حيث إنها تستفيد من المصادر الطبيعية المحيطة بموقع المعسكر.
ويمكن لمعسكرات الأطفال الإسهام في تنمية الوعي البيئي لديهم، حتى يحافظوا على البيئة من التلوث، وذلك بشكل مباشر من خلال مجموعة من الأنشطة والبرامج المعنية بشكل رئيس بموضوع حماية البيئة والارتقاء بها، أو بشكل غير مباشر من خلال الأنشطة والبرامج الأخرى (التربوية والاجتماعية والثقافية والفنية...) التي يتم تقديمها في هذه المعسكرات.
ومن خلال هذه الأنشطة والبرامج يتم تقديم المعلومات والشرح والتوضيح والتعريف بمفهوم البيئة وخصائصها وأنواعها وأهميتها وضرورة الحفاظ عليها، وأيضا تقديم المعلومات والشرح والتوضيح والتعريف بمفهوم التلوث وأنواعه وأسبابه ومخاطره، وبمفهوم التغيرات المناخية ومخاطرها.
أيضاً من خلال هذه الأنشطة والبرامج يتم تحسين الوعي لدى الأطفال بكيفية حماية البيئة والارتقاء بها والقضاء على التلوث بكل أنواعه. كما يتم إكساب الأطفال المهارات اللازمة لحماية البيئة والارتقاء بها والقضاء على التلوث بكل أنواعه وكيفية التعامل مع التغيرات المناخية.
يجب تعليم الطفل كيف يكون جزءاً
من الحل وليس سببا في المشكلة
ويمكن خلال معسكرات الأطفال القيام بالمهام الآتية:
- تنبيه الأطفال إلى السلوكيات السيئة التي يمكن أن تمارس في المعسكر بقصد أو من دون قصد، مثل إهدار المياه أو الاستخدام المسرف للكهرباء وللغاز وللطعام، أو تقطيع الأشجار والورود، أو إفساد المساحات الخضراء، سواء داخل مقر المعسكر أو خارجه.
- إعداد جولات ميدانية مرتبطة باللون الأخضر، من خلال زيارة الحدائق والمتنزهات والحقول الزراعية والشواطئ والأنهار وحدائق الحيوان، مع تقديم الشرح بأن تلوث البيئة يؤثر بالسلب في جميع هذه المكونات ويسبب ضررا كبيرا لكل من الإنسان والكائنات الأخرى.
- تقديم مجموعة من الأنشطة المرتبطة بالمحافظة على الطبيعة ومواردها، والتحذير من السلوكيات الخاطئة التي يمكن أن تؤدي إلى تلوث البيئة، مع شرح لأنواع التلوث البيئي وإعطاء الأمثلة على ذلك.
- تشجيع الأعضاء على قراءة قصص ذات توجه بيئي، بل تأليف قصص مماثلة وتوزيع الجوائز لتحفيزهم في هذا الشأن.
- تنظيم مسرحيات ذات توجه بيئي يتم عرضها خلال حفلات السمر بالمعسكر، يقوم بإعدادها والقيام بالتمثيل بها الأعضاء أنفسهم.
- لا بد من أن ترفع المعسكرات شعارات المحافظة على البيئة وحمايتها من التلوث، وأن تطبق ثقافة اللون الأخضر، لا أن تكون هي سبباً في تلوث البيئة وتقليل المساحات الخضراء بعد انتهاء المعسكر.
- لا بد من قيام المعسكرات بحملات نظافة وتشجير داخل وخارج مقراتها، مثل حملات النظافة والتشجير للشوارع وللمدارس وللأندية وللمنازل.
أخيراً لا بد من جعل الطفل جزءاً من الحل وليس جزءاً من المشكلة، عندها قد يتحقق وعي بيئي كبير لديه؛ متمثل في أن يفهم لماذا يجب عليه الحفاظ على البيئة، ومدى مسؤوليته تجاه تقليل التلوث. ويمكن أن يتحقق ذلك لو أسهمت المعسكرات بإقامة مجموعة من الأنشطة مثل حملة لتنظيف الشوارع المحيطة بالمعسكرات وبالمدارس من النفايات والقمامة، وتحقيق ذلك من الممكن أن يساعد الطفل على أن يكون جزءاً من الحل لحماية بيئته والمحافظة عليها من التلوث، وأن يتعلم التعامل السليم مع التغيرات المناخية.