المقال كاملاً
قد نتساءل أحيانًا "هل من الضروريّ حقًا أن يتعلّم أطفالُنا اللّغة العربيّة؟ أين سيستخدمونها؟ أليست اللّغات الأخرى أكثر فائدة وانتشارًا في مجالَي العمل والسّفر؟"
ولكن في سعينا للتكيُّف مع العالم الحديث، لا بدّ من اكتشاف أهميّة اللّغة، والدور الّذي تلعبُه في حياتنا والاعتزاز بها بوصفها لغةً غنيّة لا تضاهيها أيّ لغة أخرى، وبذلك نكرِّم تراثنا ونتباهى بهُويّتِنا؛ فمن خلال هذه اللّغة الغنيّة، نحافظ على قصصِنا حيّة، ونحفظ جوهرها للأجيال القادمة.

إن تعلُّم اللغة الأم أولاً يشكل أساسًا قويًا يمكِّن أطفالنا من تعلُّم لغات أخرى بشكل أكثر فعاليّة.
برنامجنا لتعليم اللّغة العربيّة "مغامرة اللّغة السّاحرة" مصمّم لتسهيل تعليم اللغة العربيّة، وتنمية الرّابط مع ثقافتنا وتاريخنا؛ ما يضمن أن تكبر أجيال تقدِّر تراثَها وتاريخَها وتعتزُّ بلغتِها.

الحاجة إلى نهج مبتكر
اعترافًا بأهمية لغتنا، قمنا بتطوير برنامج شامل يعتمد على نهج تدريجيّ متعدِّد الحواس. برنامج "مغامرة اللّغة السّاحرة" يزوّد المتعلّمين بالمهارات اللازمة لتعلم اللغة العربية بطريقة ممتعة وخالية من التوتر، وبذلك نضمن أن يكون التعلم فعالًا وممتعًا.
هدفنا هو إبعاد المتعلّمين عن الوقت السلبي أمام الشاشات، وتوجيههم نحو تجارب تعلم تفاعلية وممتعة.

معالجة التحديات في تعلم اللغة العربية
تعلم اللغة العربية يواجه عدة تحديات، مثل الملل في الفصول الدراسية، وصعوبة فهم اللغة العربية الفصحى، والفرص المحدودة للتحدث بالعربية، والارتباك بين اتجاهات الحروف والحروف المتشابهة.
وإيمانًا منّا بضرورة حلِّ هذه المشاكل ضمن برنامجنا لتعليم اللغة العربية، المصمم لمنع الصعوبات قبل أن تنشأ، ركّزنا على الإثراء بالمفردات، والمهارات الشفوية والسمعية، وتطوير المهارات الحركية الدقيقة، للوصول إلى أساسٍ قويٍّ للنّجاح المستقبليّ في القراءة والكتابة.

مكونات برنامجنا: نهج تدريجي خطوة بخطوة

• الاستماع:
  جلسات القصص، الأغاني، والأناشيد: نحن ندمج جلسات القصص، والأغاني، والأناشيد باللغة العربية؛ لتحسين مهارات الاستماع والفهم، وتعزيز النطق، والإيقاع، والتنغيم، والرفاهية العاطفية بطريقة ممتعة وجذابة.
• التحدث:
  سيناريوهات اللعب الدوريّ وأنشطة المسرح: نحن نشرك المتعلّمين في سيناريوهات اللعب الدوريّ وأنشطة المسرح لممارسة اللغة العربية في سياقات حقيقية؛ ما يعزز مهارات المحادثة والثقة.
  ورش العمل لإنشاء القصص: نحن نسهّل ورش العمل، حيث ينشأ المتعلّمون ويروون قصصهم الخاصة باللغة العربية؛ ما يشجع على الإبداع ويحسن قدراتهم الشفوية.
• القراءة
  مواد التصحيح الذاتيّ: نستخدم موادّ خاصة للتصحيح الذاتيّ تساعد المتعلّمين على تكوين الكلمات قبل كتابتها.
  الصور والأبجدية المتحركة: نستخدم الصور والأبجدية المتحركة لإنشاء الكلمات وفقًا لتدرج مدروس بعناية. بعد تكوين الكلمات باستخدام الأبجدية المتحركة، يقرأ المتعلّمون هذه الكلمات في كتبهم؛ ما يعزز فهمهم ومهاراتهم في القراءة.
• الكتابة:
  عملية الكتابة خطوة بخطوة: نبدأ بخطوط بسيطة، ونتقدم تدريجيًا نحو تشكيل الحروف. نستخدم مواد خاصة لمساعدة المتعلّمين على فهم بنية كل حرف. يقوم المتعلّمون بتشكيل القطع لتكوين الخطوط والحروف خطوة بخطوة، وفي النهاية يكتبونها على أوراقهم. 
  تضمن هذه العملية تجربة تعلم تدريجية وسهلة المتابعة.
• التطوير الاجتماعي والعاطفي:
  أنشطة تعزيز الوعي العاطفي والمهارات الاجتماعية: ندمج الأنشطة التي تعزز الوعي العاطفي والمهارات الاجتماعية، مثل المناقشات الجماعية، والمشاريع التعاونية، وجلسات التفكير؛ ما يضمن التطوير الشامل.
• دمج التكنولوجيا:
  التكنولوجيا الداعمة: نستخدم التكنولوجيا لتعزيز التعلم من دون استبدال المرحلة الأساسية من التفاعل مع المواد الحسّيّة، كما ندمج العديد من الأدوات التي تكمل الأنشطة العملية.
  التعلم المتمركز حول المتعلّم: وضع المتعلّم في قلب التعليم
  في برنامجنا، نؤمن بأن كل متعلّم فريد عن غيره، ويتعلم بشكل أفضل عندما يكون مشاركًا بنشاط في عملية التعلم. تم تصميم أساليبنا لتلبية أساليب التعلم الفردية؛ ما يضمن أن يشعر كلّ متعلّم بالتقدير والدعم، من خلال خلق بيئة تعلُّم تشجع الفضول والإبداع، وبذلك نساعد المتعلّمين على تطوير حبهم للّغة العربية.
• التصحيح الذاتيّ والتعلم وفق الإيقاع الشخصيّ
  تحتوي موادنا على أدوات للتصحيح الذاتيّ لمساعدة المتعلّمين على تجنب الفشل والتعلم من أخطائهم. تتيح هذه الخاصية للمتعلّمين تكرار التمارين أكثر من مرّة للنجاح في تحقيق الأهداف المرجوّة؛ ما يساعدهم على التعلم وفق إيقاعهم الخاص من خلال توفير مساحة آمنة للممارسة والتحسين، وهكذا نضمن أن يحقِّق كلّ متعلّم النجاح و يثق بقدراتِه. 
• التدريب والتطوير المهني
  يدعم برنامجنا جلسات التدريب المهني لضمان تنفيذه الفعّال، إضافةً إلى الدعم المستمر خلال مرحلة التنفيذ.
• مشاركة الأهل
  نؤمن بأن مشاركة الأهل أمر حيوي لنجاح المتعلّم في تعلم اللغة العربية. يوفر برنامجنا الموارد والإرشادات لمساعدة الأهل على دعم رحلة تعلم أطفالهم في المنزل.
• مستقبل مليء بالفرح العربي 
  من خلال تبني هذا النهج المبتكر، نسعى إلى جعل تعلم اللغة العربية تجربة ممتعة ومفيدة.
  يعالج برنامجنا التحديات الّتي يُواجهها المتعلّم في رحلةِ تعلم اللغة العربيّة، كما يضمن تقدير المتعلّمين للغتهم العربية وحبّهم لها.
  من خلال جهودنا، نأمل الحفاظ على تراثنا اللغوي، ونقله إلى الأجيال القادمة بفخر. تخيلوا مستقبلًا ينتظر فيه المتعلّمون بشغف دروس اللغة العربية، متحمسين لبدء مغامرة لغوية جديدة كلّ يوم.
  علاوةً على ذلك، من خلال تعزيز حب اللغة العربية، نحن نغرس في أطفالنا شعور الفخر بالهوية والانتماء. سيكبر أطفالنا وهم يشعرون بارتباط عميق بجذورهم، وبفخر بتراثهم.