قياس ذكاء الأطفال

الأهمية - الإشكالية – الحلول

للمزيد..

هذا، ويعتمد الكثير من الآباء والأمهات في تحديدهم مستوى ذكاء أطفالهم وقدراتهم العقلية المعرفية على مستواهم الدراسي فقط، إذ يكتفون بنتائج الاختبارات الدراسية لتكون مقياسهم الوحيد لتقييم قدرات أبنائهم العقلية المعرفية. وذلك على الرغم من أن معظم الدراسات تؤكد أن نسبةً كبيرةً من الأطفال المتسربين من التعليم والمتأخرين دراسيًا، يمتلكون مستويات ذكاء وقدرات عقلية معرفية عالية.

• تُعدُّ الاختبارات النفسية مواقف مواتية لملاحظة سلوك الطفل، فتراقب بعناية جميع استجاباته للمهمة المطروحة عليه، وأسلوبه في تناولها من حيث مثابرته وتخطيطه وتنظيمه لخطوات الحل، والتعليقات التي يُدلي بها وموقفه من الإخصائي النفسي أثناء الجلسة الاختيارية، من حيث مدى التعاون والتآلف واتجاهه نحو الاختبار وحالته المزاجية ودرجة اهتمامه بإتمام المهمة ومواصلة الجهد، وسلوكه خارج نطاق التطبيق أثناء الانتقال من مهمة إلى أخرى وخلال فترات الراحة ودرجة تركيزه أو قابليته للتشتُّت، كما تتيح جلسة الاختبار التعرُّف على مستوى اللغة لديه من حيث الطلاقة والصياغة اللغوية والتعبيرية؛ مما يتيح الفرصة للتعرف على جوانب مختلفة من شخصية الطفل وسلوكه وأسلوبه في التعامل مع المواقف الجديدة وحَلِّ المشكلات، بجانب الهدف الأساسي من اختبار الذكاء.
  
• التغير الذي طال الوظيفة التقليدية لقياس القدرات العقلية المعرفية والمتمثلة في تشخيص وتصنيف الأطفال، وذلك بتهميش الوظيفة التصنيفية وإطلاق الألقاب والمُسمَّيات، والتركيز بشكلٍ أساسي على المعلومات التي تُعد ذات قيمة لتصميم وتطبيق ومتابعة الإجراءات والبرامج الخاصة بتنمية قدرات الطفل وصقل مهاراته، بصرف النظر عن تصنيفه ومُسمَّاه.
• تحديد نقاط القوة والضعف بقدرات الطفل العقلية المعرفية في مرحلة مبكرة من عمره وخاصةً فيما يتعلق بالفترة الحَرِجة للنمو العقلي، تلك الفترة التي تكون فيها قدراته العقلية المعرفية في طفرتها النمائية، وهو ما يفيد في تنمية قدراته، وإمكانية معالجة أي مشكلات إن وُجدت، وفي المقابل إطفاء هذه القدرات وتفاقم المشكلات حال الإهمال.
• اكتشاف مواهب الطفل والمواد التي يُفضِّلها، إذا كانت أدبية أو علمية، واستعداداته العقلية الخاصة في المراحل المبكرة من العمل يساعد على توجيه ميول الطفل وصَقْل مهاراته واستعداداته واستثمار أوقات فراغه بشكلٍ إيجابي، كما يساعد في مراحل متقدمة على تحديد التخصُّصات الدراسية الأنسَب لقدراته واستعداداته.
• تشخيص الإعاقات الفكرية للطفل، والتي يصعُب اكتشافها أحيانًا في عمر مبكر وخاصة للفئات غير الـﭽـينية وغير المميزة إكلينيكيًا. وهو ما يساعد على تقديم الخدمات المناسبة له من خطة خدمات أسرية أو برنامج تربوي فردي، كما يسهل تحديد ما إذا كانت المدارس العامة ملائمة له، أم أنه يحتاج إلى الالتحاق ببرامج الدمج أو إلى تعليم خاص مناسب لحالته من مراحله التعليمية الأولى.
• البدء مبكرًا في التعامل مع صعوبات التعلُّم لدى الطفل، بدءًا من الصعوبات النمائية المتعلقة بالقدرات العقلية المعرفية التي تقف خلف العمليات العقلية ذات الصلة بالانتباه والذاكرة والإدراك والتفكر واللغة، تلك القدرات التي تعكس الكثير من المشكلات في المجال الأكاديمي تتمثل في عُسْر القراءة، وصعوبة التهجِّي، وضعف التعبير الكتابي، وعدم القدرة على إجراء العمليات الحسابية، والكتابة الخطأ... وغيرها، فتساعد اختيارات الذكاء على اكتشافها مما يسهل علاجها؛ حتى لا تتسبب في تأخر الطفل دراسيًا وتلقي بآثار سلبيه على صحته النفسية وحالته الانفعالية والوجدانية.

     الموهبة العقلية تختلف عن الإبداع     
     الذي يحتاج إلى نوع آخر من الاختبارات لقياسه     

• صعوبة قياس الذكاء في السنوات المبكرة الأولى من العمر، حيث يعتمد قياس ذكاء الأطفال على أداء الأطفال على فقرات الاختبار، هذا الأداء الذي يميل إلى الفطرة في المراحل العُمْريَّة المبكِّرة ثم يأخذ في التمايز مع تطور العمر؛ مما يجعل أداء الأطفال يميل إلى التشابه في الأعمار المبكرة إلا في الحالات شديدة التطرف والتمايز في القدرات العقلية المعرفية. وهو ما دفع الكثير من المتخصصين إلى المناداة بالتعامل مع درجات ذكاء الأطفال قبل سن الرابعة بحذر بوصفها نتائج غير موثوقة.
• استخدام الاختبارات عن طريق غير المُخوَّل له وغير المؤهل لذلك، حيث تسمح بعض المراكز والمؤسسات الحكومية والخاصة لمن حصل على دورة تدريبية في تطبيق وتصحيح الاختبار، بتطبيقه وتصحيحه وكتابة التقرير الخاصة به، دون الأخذ في الاعتبار الخلفية العلمية والإعداد الأكاديمي الذي يجب توافره في من يتعامل مع تلك الاختبارات، التي من شأنها تحديد مسار حياة الأطفال المستقبلي.
• استخدام اختبارات ومقاييس ذات كفاءة سيكومترية ضعيفة أو قديمه لا تُساير التطورات والتغيرات التي طرأت على كُلٍّ من قدرات ومهارات الطفل في عصرنا الحالي؛ وكذلك على القدرة العقلية المعرفية كمُتغيِّر ومُكوِّنات وأساليب قياسه.
• إدارة جلسة القياس النفسي في الأعمار المبكرة وما تتضمنه من مشكلات تتعلق بضرورة التزام الطفل بالجلسة، بما تشمله من تعليمات محدده وفهم وتنفيذ للمهام المطلوبة بدقه نطمئن منها على سلامة القياس وصحة الدرجات، في مقابل ضرورة التزام القائم بالتطبيق بمعايير الاختبار وتعليمات التطبيق الحرفية، فيُعدُّ موقف الاختبار بالكامل غريبًا بالنسبة إلى الطفل ولا يمكن للفاحصين أن يتوقَّعوا توافُق صغار الأطفال مع مُتطلَّبات الاختبار، وبدلًا من ذلك على الفاحص أن يقوم بنفسه بالتوافق.
• لا توجد لدى الأطفال في المراحل المبكرة من العمر طموحات تنافُسية أو دافعية، ودائمًا ما يعتمد مستوى جهد المفحوص منهم على مستوى جودة التآلف الذي يقيمه مع الفاحص، وهو ما يختلف من طفلٍ إلى آخر ومن كفاءة ومهارة إخصائي إلى آخر أيضًا.
• التحديات التي تقابل إخصائي القياس عند التعامل مع بعض الفئات الخاصة، كقياس ذكاء الأطفال ذوي اضطرابات (طيف الذَّاتوِيَّة – ضعف الانتباه وفَرْط الحركة) وبعض حالات الشلل الدماغي وخاصة في المراحل العمرية المبكرة.
• اقتصار تطبيق اختبار الذكاء على مجالٍ من مجالاته دون مجالٍ آخر، كتطبيق المجال اللفظي فقط دون المجال غير اللفظي مع الأطفال الذين يعانون إعاقةً بصريةً أو حركية، أو تطبيق المجال غير اللفظي فقط دون المجال اللفظي مع الأطفال الذين يعانون مشكلاتٍ في اللغة، كالأفراد ضعاف السمع، الأفراد ضعاف اللغة، الأطفال الذَّاتوِيّين، الأفراد الذين يعانون إصاباتِ الرأس، وفُقدان القدرة على الكلام أو السكتة الدماغية، مما يضع أيدينا على عامل واحد من عوامل القدرة العقلية المعرفية لدى الطفل دون عامل آخر.
• ضيق عامل الوقت لدى بعض المفحوصين أو مؤسسات التطبيق وما قد يفرضه من الاقتصار على الصورة المختصرة للاختبار، والتي تُعد مؤشرًا تقديريًا للقدرة العامة للمفحوص ويصعب الاعتماد عليها بمفردها في إصدار أحكام مصيريه تتعلق بالطفل المفحوص.
• الاعتماد في قياس ذكاء الطفل على أدوات قياس للفرز السريع تتيح إمكانية التعرُّف بشكل تقريبي على قدرة الطفل العامة، إلا أنها تفتقر إلى الدقة والمصداقية التي نطمئن من خلالها في الحكم على قدرات الطفل أو تشخيصه أو تصنيفه.
• إعادة تطبيق المقياس على الطفل خلال فترات زمنية متقاربة مما يتيح لعامل الذاكرة وخبرات التطبيق السابقة بالتدخل والتأثير في أداء الطفل الحالي؛ وبالتالي لا يعكس أداء الطفل الحالي على فقرات المقياس قدراته الحقيقية ولا تعبِّر الدرجات التي يحصل عليها عن ذكائه الفعلي.
• تناول ونشر أدوات وفقرات وبنود الاختبار وفلسفته ومُكوِّناته وفنيَّات تطبيقه وتصحيحه عبر الشبكة العنكبوتية، فالاختبار يفقد قيمته عندما لا يكون معروضًا على الطفل للمرة الأولى ولمرة واحدة، فمواد الاختبار يمكن أن تُتَذَكَّر ويمكن التدريب عليها مما يُفقد المقياس صلاحيته وصدقه في قياس القدرة العقلية المعرفية للطفل.

     الذكاء قدرة عقلية تعكس ما يمتلكه الفرد من قدرات     
     تساعده على مواجهة المشاكل والمواقف الحياتية     

• التعامل مع اختبار الذكاء بوصفه وسيلةً وليس غاية.
•  إجراء اختبارات الذكاء بمراكز معتمدة وعن طريق مختصين بالقياس النفسي للطفل.
• التأكُّد من مؤهلات القائم بالتطبيق وصلاحياته للتعامل مع الاختبار المستخدم.
• الاهتمام بجوانب القوة في القدرة العقلية المعرفية للطفل والمستخرجة من نتائج الاختبار، بنفس قدر الاهتمام بجوانب القصور.
• عدم التسرُّع في قياس ذكاء الأطفال في سن مبكرة جدًا بهدف الكشف عن الموهوبين؛ وخاصة أنه من السهل التعرُّف على خصائص الطفل الموهوب في سِنٍّ مبكرةٍ جدًا، عن طريق الآباء وملاحظاتهم لأطفالهم في المنزل في مرحلة قبل المدرسة وما يستتبع ذلك من العمل على تنميتها وتطويرها، ويشمل ذلك تعلُّم الحروف والقراءة مع الأطفال الموهوبين لفظيًا، والعمل مع الأرقام والرياضيات للموهوبين رياضيًا، وزيارة المتاحف العلمية للموهوبين علميًا، مع الأخذ في الاعتبار أن الموهبة العقلية تختلف إلى حدٍّ كبير عن الإبداع الذي لا تكشف عنه اختبارات الذكاء بالقدر الكافي.
• ملاحظة أن معايير تشخيص وتحديد الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية لا تتوقف في حقيقة الأمر على نسبة الذكاء وحدها، فالارتباط المألوف بين الإعاقة الفكرية والذكاء ارتباط خطأ ويؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج مُضلِّلة؛ وهنا يصبح من الضروري عند تشخيص الأطفال ذوي الإعاقة الفكرية الرجوع إلى مَحكِّ السلوك التوافُقي للطفل إلى جانب اختبار الذكاء.

     من المهم إعداد اختبار عربي لقياس القدرات العقلية،     
     نابع من الثقافة العربية ومعاييره مشتقة من علمائها