بالمسرح.. علموا أطفالكم الإبداع والثقة بالنفس
يخطئ من يظن أنه مجرد لهو وترفيه
يخطئ من يظن أن تعلم الموسيقى، والرقص، والتمثيل المسرحي للأطفال مجرد لهو وترفيه، فالحقيقة أن لكل ذلك فوائد كبيرة جداً؛ حيث يوفر لهم الأدوات اللازمة للتفكير الإبداعي، والابتكار، وتقدير الثقافات، والخلفيات المتنوعة. وتشجع الفنون الأدائية الأطفال على استكشاف عواطفهم، وتوسيع خيالهم، وتساعدهم على تطوير شخصياتهم؛ حيث تُشرك الفنون المسرحية دماغ الطفل، وجسمه، وعواطفه في العرض المسرحي بطرائق متعددة تشجعهم على الثقة بأنفسهم، وإشعارهم بالفرح في التعبير عن الذات.
كلمات مفتاحية:
#الطفل_والمسرح #صحة_الطفل_النفسية #الذكاء_العاطفي #سلوكيات_الطفل
المقال كاملاً
فائدة أخرى عظيمة للمسرح؛ تكمن في تنمية "الذكاء العاطفي"، والعقل الإبداعي للطفل، ورعاية الخيال؛ فقد خلصت عديد من الدراسات إلى أن الأطفال الذين يشاركون في الفنون المسرحية يتمتعون بأداء جيد في موادهم الأكاديمية، وبسبب الثقة المكتسبة، ومهارات الاتصال المعززة؛ يصيرون متمكنين في أي مسار وظيفي يقررون توليه مستقبلًا.. تعالوا نتعرف أكثر إلى أهمية المسرح في حياة الطفل.
دور المسرح في التنمية الشاملة لشخصية الطفل
في المسرح يتعلم طفلك
الصبر والتركيز
ينمي الصداقات: يمكن للمسرح بطبيعته أن يخلق روابط قوية بين الأطفال، وهم يضحكون، ويتعلمون، وينمون معًا أسبوعًا بعد أسبوع في أثناء مشاركتهم بالعمل المسرحي.
يبني الثقة بالنفس: حيث نجد أن أكثر الأطفال خجلًا يستغرقون بضعة أسابيع فحسب؛ لبناء احترامهم لذاتهم، ويصيرون عبر الأنشطة المسرحية واثقين بالمشاركة الكاملة، والفعالة مع أقرانهم.
يدعم مهارات الحساب: ففي مسرح الطفل لا يخمن الأطفال أبدًا أنهم يتعلمون؛ حيث يُعد حساب عدد الإيقاعات في الأغنية، أو عدد الحركات التي يؤديها الطفل في مشهد مسرحي ما؛ مجرد أمثلة قليلة على كيف يمكن للاشتراك في مسرح الطفل أن يساعد على تطوير المهارات الحسابية الأساسية لدى الأطفال.
تمثيل المشاعر في بيئة آمنة
ينمي الذكاء العاطفي للطفل
يُساعد الأطفال على فهم العالم من حولهم: فعبر تقديم موضوعات، ومواقف مسرحية – واقعية، وخيالية للطفل- كل أسبوع، يمكن أن يساعد ذلك على إثارة اهتمامهم بالعالم الذي يعيشون فيه، ويجعلهم أكثر فضولًا للمعرفة حول العالم أكثر، وأكثر.
يُطور الذكاء العاطفي: فمن خلال تشجيع الأطفال على "تمثيل" مجموعة من المشاعر في بيئة آمنة، وداعمة للدراما المسرحية، يصير الأطفال أكثر قدرة على فهم مشاعرهم، وتنمية التعاطف مع الآخرين.
يساعد على التركيز: حيث يتم – عبره - تشجيع الأطفال على الاستماع إلى أفكار بعضهم، وتبادلها فيما بينهم، وبالتالي تتيح هذه الأنشطة للأطفال تقدير قيمة التركيز؛ بوصفها مهارةً حيويةً في حياتهم.
يحسن مهارات إدارة الوقت: يتعلم الأطفال في المسرح تخصيص الوقت؛ لتحقيق هدف طويل المدى، ويعمل الجميع نحوه، أولًا لتعلم الأغاني؛ ثم يحفظونها؛ ثم يتعلمون الحركة في المشاهد، والرقص (الحركة، والرقص في الغناء)؛ ثم تضاف أزياء، وأضواء، وميكروفونات؛ كل هذا يجب إدارته، والبناء عليه تدريجيًا للوفاء بموعد نهائي واحد، وبالتالي يكتسب الطفل مهارة إدارة الوقت بفاعلية.
يساعد على تطوير مهارات اللغة والتواصل: إن تعلم أغانٍ جديدة، ولعب ألعاب جديدة، والمشاركة في مسرحية ما؛ يسهم – من دون شك - في تطوير مفردات الطفل، وتشجيعه على التعبير عن نفسه شفهيًا، ومن خلال تعبيرات الوجه، ولغة الجسد، وبالتالي يصير أفضل في التواصل مع الآخرين.
طفل يفتقد مهارات اللغة
والتواصل؟.. المسرح علاجه
يُشجع على العمل الجماعي: فكل نشاط مسرحي من لعب الألعاب الدرامية إلى الارتجال إلى الغناء معًا، يتطلب التعاون، ويدرك الطفل بسرعة أنه للحصول على أفضل النتائج، فإن التعاون مهارة هو في أمسّ الحاجة إليها لنجاح العمل المسرحي الذي يقدمه الأطفال؛ فعلى سبيل المثال قد يؤدي الأداء في أحد العروض المسرحية إلى تعليم الأطفال معنى العمل بروح الفريق من دون التنافس مع أي شخص آخر. فإذا تعاون زميل طفلك في فريق التمثيل معه، ومع غيره من زملائه؛ يصير العرض المسرحي أقوى، وينجح الجميع في النهاية؛ لأنهم جميعًا يسعون نحو هدف مشترك، ويتعلم الجميع الأمل في نجاح بعضهم، ورفع معنويات بعضهم.
يُساعد على التطور البدني: ففي كل بروفة مسرحية، يتم العزف على آلات إيقاعية بسيطة، وينشأ تسلسل بسيط للحركة، ولعب الألعاب الدرامية، وبالتالي تساعد الأطفال عبرها على اكتساب السيطرة على أجسادهم التي تكون في مرحلة النمو.
ينمّي الإبداع: يمكن للأشخاص المبدعين رؤية الأشياء بطرائق جديدة، ومن وجهات نظر مختلفة. يمكنهم التفكير في توليد أفكار جديدة؛ فعبر المسرح يُشجع الأطفال على الارتجال، واللعب التخيلي؛ الأمر الذي يُسهم في تنمية الإبداع لديهم، حيث يقود الأطفال اتجاه الدراما بأنفسهم، ويخرجون بحلول للمشكلات في الدور الذي يؤدونه، ويستجيبون بشكل خياليّ لمجموعة من مواقف التخيل. علاوة على ذلك؛ يُشجع مسرح الطفل ما يُعرف بـ "التفكير المتشعب"، أو التفكير في اتجاهات متعددة. غالبًا ما يكون صنع المسرح عملية اكتشاف أين تذهب القصة (في حالة ارتجال)، أو اكتشاف كيف تُروى القصة، وتثير فضول الأطفال؛ كما يخلق المسرح – أيضًا - بيئة آمنة للتجربة، والمجازفة، ويمهد الطريق للإنجاز الأكاديمي العالي للطفل، ويُظهر الأطفال الذين يشاهدون الأعمال المسرحية - في أي سن - درجات أعلى في الاختبارات الموحدة، وتحسين فهم القراءة، وحضوراً أفضل، وتركيزاً أكبر، وزيادة الدافع للتعلم، وإتقان اللغة، والمفردات –أيضًا- من مشاهدة الأعمال المسرحية، أو المشاركة فيها.
لماذا نشجع على الفنون المسرحية في المنزل؟
يجب أن يعلم الوالدان أنهما مصدر إلهام لأطفالهم، وبالتالي عليهما تشجيعهم على ممارسة الفنون المسرحية في المنزل أيضًا؛ كونها مفيدة للأسباب الآتية:
يمكن للمهارات التي سيتعلمها طفلك من خلال المشاركة في المسرح في سن مبكرة أن تساعد على تشكيله؛ ليكون فردًا واثقًا، ويعمل بجدٍ، وإتقان.
يمكن أن يكون لمشاركة طفلك في المسرح تأثير إيجابي في نموه. ولا تقتصر هذه الأنشطة على فرقة المسرح في الحي السكني للطفل، أو الورش المسرحية بالروضة، أو مراكز الإبداع؛ فالأنشطة المتعلقة بالمسرح مثل التمثيل، أو الغناء، أو الأداء، أو حتى مجرد لعب التخيل، وقراءة الكتب بصوت عالٍ في جميع أنحاء المنزل، تُعدّ كلها طرائق يمكن لطفلك - من خلالها- ممارسة خياله، مما سيؤثر بشكل إيجابي في نموه.
إذا كان طفلك يحب قراءة الكتب بصوت عالٍ، فعليك أن تطلب من أطفالك تمثيل شخصياتهم المفضلة، والتعبير عن المشاعر التي تشعر بها الشخصية. طارحًا عليهم أسئلة مثل، "ما رأيك في شعور هذه الشخصية؟ هل يمكنك أن تُريني كيف يمكنك تقليدها؟" ففي سن مبكرة جدًا، تُعد هذه طريقة رائعة لتعريف طفلك بالأداء.
كما يُعد تشجيع طفلك على ممارسة ألعاب التخيل طريقة رائعة أخرى لبدء تدريب خياله المسرحي؛ فمثلًا اصطحب طفلك إلى متجر الأزياء، ودعه يختَر الملابس التي تلفت انتباهه، وتثير خياله، وأظهر له كم هو ممتع أن يرتدي ملابس مثل هذه، ويتظاهر بأنه يُشبه الشخصية التي اختار ملابسها، ويمثلها طوال اليوم، ومن هنا يصير الوالدان أكبر مصدر إلهام لأطفالهما.
تأسيسًا على ما تقدم، يمكننا أن نؤكد أن الأطفال الذين يتعرضون للفنون المسرحية؛ أكثر عرضةً للانخراط في خدمة المجتمع، وأقل عرضةً للتسرب من المدرسة؛ فإذا تعرض الأطفال لفنون أداء إضافية، فسيعملون بالفعل على عمليات تفكير أكثر فعالية؛ فمن دون المسرح لا يفوت الأطفال تجربة فنية مذهلة فحسب، بل يفقدون فرصة تجربة قدرٍ لا حصر له من فرص التعلم، حيث إنه يُشجعهم على الإبداع، والثقافة، والتواصل، والصبر، والأخلاق، والتخيل.