هذه الأنشطة تشمل التخييم والمغامرات في الهواء الطلق، وورش العمل التعليمية، والفعاليات التطوعية، وألعاب التعاون. يتعلم الأطفال خلال هذه الأنشطة العديد من القيم والمهارات التي تسهم في صقل شخصياتهم وتطوير مواهبهم، فالمراد من ممارسة هذه الأنشطة ليس النشاط في حد ذاته، بل المهارات والقيم التي يمكن للطفل أن يتعلمها من خلال ما يمارسه. فعندما يتعلم الطفل في سن العاشرة من عمره على سبيل المثال طريقة إدارة الاجتماع مع مجموعته؛ يكون قد تعلم مهارة إدارة الفريق والعمل ضمن مجموعة ويكتسبها بسلاسة؛ ما سيجعله قادراً على التأقلم مع فرق العمل، سواء في المدرسة أو في الجامعة، وحتى يكون جاهزاً للعمل ضمن فريق والتخطيط في عمله في المستقبل بعد التخرّج.
تربية آمنة ومفيدة لكن هناك آباء يتخوّفون منها!
إضافة إلى ذلك، تشجع الكشافة على التعلم من خلال التجربة والممارسة، حيث يتم تشجيع الأطفال على اكتساب مهارات جديدة من خلال تجربة الأنشطة والتحديات التي يواجهونها. على سبيل المثال، يمكن للشباب أن يتعلموا مهارات البقاء على قيد الحياة والتخييم عند المخيمات، أو مهارات الاتصال والتفاوض عند التعامل مع أفراد فريقهم؛ ما ينمي قدراتهم على الاستجابة السريعة وتعلم التفكير المنطقي لإيجاد الحلول في الأزمات والصعوبات التي قد تعترضهم في المجتمع.
القيادة والمسؤولية
تسهم الكشافة أيضًا في تعزيز مفهوم القيادة والمسؤولية؛ حيث يتم تشجع المنتسبين على تولي مهام القيادة في أنشطتهم. هذا يساعدهم على تطوير مهارات اتخاذ القرارات والتخطيط للمستقبل. وهذا مغزى الكشفية؛ إذ إن ما تصبو إليه هو إعداد المواطن الصالح والمسؤول القادر على قيادة التغيير الإيجابي في مجتمعه المحلي أو الوطني، بل حتى العالمي.
إعداد مواطن صالح مسؤول وقادر على قيادة
التغيير الإيجابي في مجتمعه المحلي والعالمي
وحتى تضمن الكشافة الوصول إلى تحقيق هذا الدور التربوي، سعت منذ نشأتها إلى حماية الأطفال من المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها في أثناء النشاط الكشفي، وسعت دائماً إلى تطوير سياستها بما يتواءم مع احتياجات العصر. وقد كانت البداية مع تقديم التدريب في مجال الحماية والسلامة في المخيمات، وإتقان طرق الإسعافات الأولية، وشرح الخصائص السنية للفتية والشباب؛ حتى يكون القائد مؤهلاً للتعامل مع الحوادث ويضمن سلامة المشاركين الصحية والنفسية أيضاً. وفي هذا السياق قامت الحركة الكشفية بتصميم واعتماد السياسة العالمية للحماية من الأذى، التي تعد مرجعاً رسمياً وإلزامياً لكل الجمعيات الكشفية الوطنية لتوفير بيئة آمنة لنمو وتربية الأطفال. مجموعة كاملة من الأنظمة والإجراءات، التي تقلل احتمال حدوث أي حادث، ومعالجة أي إساءة حال وقوعها. كما تم إنشاء نظام خاص لتلقي الشكاوى والبلاغات، وضمان التعامل الفوري معها.
وتم تعديل الدستور العالمي من خلال إضافة مواد تضمن امتثال الكشافة حول العالم لقواعد الحماية من الأذى. حيث يهدف هذا الإطار إلى تعزيز عامل الأمان والسلامة وحماية الأطفال في جميع الأنشطة الكشفية، وضمان حمايتهم من كل أنواع الأذى أو الإساءة أو أي أخطار قد تواجههم في أثناء مشاركتهم في الأنشطة، بما في ذلك البلطجة، والتنمر، والتحرش، والاعتداءات الإلكترونية، والاستغلال، والإهمال، وانتهاك حقوق الملكية الفكرية، وغيرها من المخاطر. وتُقدم الكشافة تدريبًا شاملًا لأعضائها حول كيفية حماية أنفسهم والآخرين في مختلف السياقات والمواقف.
تجربة تربوية شاملة وممتعة
في الختام، تُظهر الكشافة نموذجًا ممتازًا للتربية الآمنة والمفيدة. إنها تقدم للأطفال والشباب فرصة لتطوير مهاراتهم وصقل شخصياتهم من خلال أنشطة تربوية تشجع على التعلم والقيادة. إضافة إلى ذلك، تهتم الكشافة بحماية الأطفال وضمان سلامتهم في جميع الأوقات. إن الكشافة تقدم تجربة تربوية شاملة وممتعة، تنمي قيمًا إيجابية ومهارات حياتية؛ ما يساعد الأطفال على النمو والتطور نحو مستقبل واعد.
الكشافة تقدم تجربة تربوية شاملة وممتعة،
تنمي قيمًا إيجابية ومهارات حياتية
لتسهيل الوصول إلى كل هذه المعلومات، أصدر الإقليم الكشفي العربي للمنظمة العالمية للحركة الكشفية يوم 01 أكتوبر 2023 دليلا تعريفيا بالحركة الكشفية لأولياء الأمور بعنوان “إلى أولياء الأمور، لماذا الكشافة” في تصميم جميل باللغتين العربية والإنجليزية. هذا الدليل، الذي يمتد على 32 صفحة، يقدم بلغة مبسطة ومشوقة تعريفا عن الحركة الكشفية والأدوار التي تلعبها في تربية الفتية والشباب وكيف يمكن أن تكون عنصرا مهمًا في تنمية وتطوير أبنائهم، وذلك بما يسهم في تطويرهم الشخصي والمهني.
لمعرفة المزيد عن الدليل يمكن تحميل الدليل مجانا ومطالعة صفحاته يرجى النقر على الرابط هنا
أو مسح الكود أسفله