حينما صدر العدد السابق من مجلة “خطوة” متضمناً ملفاً حول موضوع "الطفل والبيئة"، كان ذلك إدراكاً منا بأهمية موضوع الحفاظ على البيئة ومواجهة التغيرات المناخية التي صارت تُمثل أزمةً في حقوق الطفل، وأيضاً تجاوباً مع التحركات الإقليمية والدولية في هذا المجال بعد قمتيّ المناخ اللتين عُقدنا في شرم الشيخ ودبي. وفي هذا العدد نستكمل الملف وفق أبعاد وزوايا أخرى، وليكون ذلك امتداداً لهذا الجهد ودعوة جديدة إلى القائمين على الطفل من أجل العمل على الحفاظ على البيئة بمشاركة أطفالنا وصولاً إلى عالم أخضر مُستدام.
احتوى الملف في هذا العدد – الذي بين أيدينا – على موضوعات مهمة تضمنت إرشادات ورسائل، بل وآليات للعمل مع ومن أجل الأطفال لبناء الوعي البيئي، فضلاً عن مجموعة من المقالات والتجارب والعروض والأنشطة التي نحرص من خلالها أن نقدم ما يسهم في رعاية وتنمية هذه المرحلة المهمة من عمر الطفل.
وإذا كنا قد ركَزنا على قضية البيئة والتغيرات المناخية لأهميتها؛ فإن المجلة في عددها المقبل ستخصص ملفاً حول قضية (الأطفال في ظل النزاعات المسلحة) والتي صارت تُمثل إشكالية كبيرة بعد أن تحولت المنطقة العربية إلى واحدة من أكثر المناطق التهاباً واشتعالاً بسبب الحروب والصراعات، بل وتُعّد الأولى عالمياً في أعداد اللاجئين والنازحين الذين فاق عددهم الملايين، ومن بينهم أطفال، والذين يعدون الأكثر تأثراً بتلك الحروب والصراعات. وسنعمل على أن يكون الملف مجالاً للبحث والتدارس وصولاً إلى آليات وسياسات وإجراءات تحمي أطفالنا وحقوقهم، ويظل الأمل معقوداً على وقف هذا النزيف من الحروب والصراعات، ليحيا أطفالنا في عالم أكثر أمناً وسلاماً واستقراراً.
نشكر كل القراء الأعزاء، وكل المساهمين معنا في مجلة "خطوة"، متطلعين إلى استمرارها في شكلها التفاعلي ومضمونها العلمي، بما يُسهم في تحقيق رسالتها نحو تثقيف وتنمية وعي الممارسين والمعنيين في مرحلة الطفولة المبكرة، ونشر الفكر التربوي المستنير، وبناء اتجاهات إيجابية تجاه تنشئة الطفل العربي، وذلك وفق مقاربة حقوقية تنموية في ضوء متطلبات مجتمع المعرفة.
والله ولى التوفيق،،
أ.د.حسن البيلاوي
أمين عام المجلس
المشرف العام على المجلة